مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[في الإحباط والموازنة]

صفحة 167 - الجزء 1

  نصوحاً ومات، وهذا ليس من العدل، واللّه تعالى عدل حكيم؟ فهذا ما أشكل علينا، وقد قال بعض أهل الموازنة إنه لا يعود له ما قد انحبط من الطاعات إذا تاب، وظاهره أما ما لم ينحبط فيعود، وفرّع عليه الإمام المهدي أنه يتجدد له استحقاق ثواب في الأوقات المستقبلة على الطاعات الماضية التي تعقبتها معصية، وأنها مراد أهل الموازنة، فأشكل علينا ذلك، إذ يقال هل الساقط دائم أم لا؟ لا يصح الدوام لأنه قد سقط، ولا عدمه للاتفاق على أن الثواب والعقاب دائمان، وكذلك المتجدد إذا كان دائماً، فما الفرق بينه وبين الساقط، وإن كان غير دائم فما هو والجواب مطلوب.

  والجواب: في قول أبي هاشم وبعض أئمتنا $ القائلين بالموازنة فيمن أطاع اللّه تعالى مدة، ثم فعل كبيرة ثم تاب، والعكس أن المشهور عنهم عدم عود الثواب والعقاب في المسألتين معاً.

  وحجتهم في الأول: أن عقاب تلك الكبيرة صير الثواب كالمعدوم، ولسقوطه بالموازنة.

  وحجتهم في الثانية: أن التوبة قد أسقطت عقاب المعاصي الأولة، ولم يبق إلا عقاب المتجددة بعد التوبة، ويبقي الإشكال في قولهم ولسقوطه بالموازنة، فكأنهم يحكمون في هذه المسألة الأولى برجحان الكبيرة على الطاعات مطلقاً، لمصير الحال إلى السلامة بتجدد التوبة بخلاف الثانية، فقد انتهى الحال إلى استحقاق العقاب على الكبيرة الواقعة بعد التوبة، لكن التوبة قد أسقطت ما قبلها من