مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الوقف على لفظ الجلالة في آية الراسخين في العلم]

صفحة 206 - الجزء 1

  منه أن معنى الآية أنزل عليك الكتاب فيه محكم ومتشابه، فأما الزائغ فيتعلق بالمتشابه ويبتغي تأويله، وأما الراسخون فيؤمنون به على ظاهره⁣(⁣١)، ويصدقون بأن الجميع حق وصدق، ويكون قوله: {وما يعلم تأويله إلا اللّه} جملة معترضة بين الكلامين، هذا محصله من كلام طويل، وهو وجه وجيه مناسب للمعاني العربية.

  وأما قوله تعالى: {وَقَالَ اللهُ لاَ تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ ٥١}⁣[النحل]، فلا يصلح إلا للتأكيد لا غيره، لتضمنه⁣(⁣٢) معنى اللفظ الأول مع زيادة، وهذا وإن كانت القاعدة العربية أنهم⁣(⁣٣) لا يجمعون بين العدد والمعدود إلا من الثلاثة فصاعدا لعدم النصوصية في الجمع على المرتبة المرادة وإفادة الجمع إياها بخلافه في


(١) أي على ظاهر ما يراد من الإيمان بأنه حق من عند اللّه تعالى. تمت سماعاً عن شيخنا الحجة مجد الدين أبقاه اللّه.

(٢) تضمنه مصدر مضاف إلى مفعوله والمعنى أنه قد تضمنه اللفظ الأول وزيادة انتهى نقلا عن شيخنا الحافظ مجدالدين أبقاه اللّه.

(٣) كأن الإمام # قال بل هو تأكيد وإن كان لا يصلح للتأكيد ولا غيره في ظاهر قاعدة العرب، لأنهم لا يجمعون بين العدد والمعدود ... الخ لكنه يراد بالإفراد ... الخ وفي كلام الرضي أنه من الوصف التأكيدي، وكلام الزمخشري يحتمل أن يكون وصفاً للتأكيد، أو يكون تأكيداً محضاً، وأما كلام الإمام # فظاهره أنه توكيد محض، ولكن يمكن أن يكون عند الإمام من الوصف التأكيدي لأن القصر في قوله: فلا يصلح إلا للتأكيد لا غيره، قصر قلب لا حقيقة، لأن المخاطب وهو السائل في حكم المنكر أن يكون للتأكيد، فصلوات اللّه على هذا الإمام فلو أنه كان في حال الجوابات على هذه السؤالات مكب على النظر في البسائط من المؤلفات لكان إيراد مثل هذا التحقيق الذي تقصر عنه أرباب الإمعان والتدقيق غاية الغايات، ونهاية النهايات، فكيف وهو في حال تذهل فيها الأحلام، وتزل راسخات الأقدام، من مقاساة الجهاد، ومعاناة السداد، حياطة للدين الحنيف من أهل الزيغ والتحريف، تمت شيخنا مجد الدين المؤيدي #.