[جواب الإمام #]
  قال مدّ الله مدته، وحرس من الأسواء مهجته، وطول بقاه عماداً للمؤمنين وكهفاً، ومرجعاً للمتقين وملاذاً، ونصر به معالم الدين الحنيف، وأسس به قواعد المذهب الشريف، بحق محمد صاحب التشريف، وآله من هم للدين أليف، صلى الله وسلم عليهم أجمعين.
  الحمد لله، والجواب وبالله التوفيق:
  إن هذا سؤال من لم يمعن النظر في أصول الدين، ولا حقق أقوال الأئمة الهادين، وشيعتهم المنورين، فإنهم قد ذكروا مسألة الإمامة بما لا مزيد عليه، وثبتوها بما لا يتطرق التشكيك إليه، حتى عدوها إحدى الثلاثين المسألة التي معرفتها فرض عين على كل مسلم، وما ظنك بمسألة تنبني جميع المصالح والأديان عليها، وتستمد منها، وقد حققناها في جواب السؤالات الضحيانية بما يشفي ويكفي، ولو لم يكن من أدلتها إلا إجماع الأمة لكفى.
  فإن الصحابة ¤ أجمعوا على وجوبها، وفزعوا بعد موت الرسول ÷ إلى النظر فيمن يقوم بها، وإن أخطأوا فيمن وضعوها فيه، فقد أجمعوا على اعتبارها، ولم يحتج كل منهم على الآخر إلا بفضائله، فعلم أن تلك الفضائل هي الشروط المعتبرة في الإمام.
  ثم إجماع أهل البيت $ الذين إجماعهم حجة الإجماع، وطريقهم هي الناجية بلا كلام، ثم نقحوها وأقاموا على شروطها الحجج والبراهين القاطعة، بما لا يسعه هذا القرطاس، إلا على جهة الإشارة إلى شيء من ذلك.