مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[نص السؤال حول مسألة الإمامة]

صفحة 242 - الجزء 1

  فلم يبق إلا الدعوة المخصوصة من الجامع للشروط، وهي المرادة بقوله # «من سمع واعيتنا» إلخ.

  ولأنه لا يتوقف وجود الإمام على أحد من الناس، بل إذا عرف كمال نفسه دعا وصار إماماً، ولو لم يبايعه أحد، كما أن النبي يصير نبياً قبل أن يجاب، وقبل أن يبايعه أصحابه.

  وليس اختبار من يختبره إلا لأنفسهم لأجل صحة مبايعته أو عدمها، لا لنفسه، فعلمه بكمالها وحصول دعوته كاف في حقه.

  فلهذا وجب عليهم النهوض إليه ومباحثته لمعرفة كماله، أو اعتماد من لا يعلم على من يعلم، لأن ظهور الدعاء إلى الله، وإلى إقامة دينه أمر واجب بالأدلة المتكاثرة، ووجوب نصب الأئمة كذلك واجب، فيجب المسارعة إلى معرفة هذا الداعي، هل على حق فقد وجبت متابعته، أو على باطل فيجب اجتنابه.

  وأما البيعة فلا تجب إلا أن يطلبها، وإلا فقد لزمتهم الحجة بمجرد الدعوة، لا يجوز لهم الخروج عنها إلا إذا عرفوا اختلاله، فإذا عرفوا ذلك فكأنه ادعى ما ليس له، قال الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}، والإمام قائم مقام الرسول بالإجماع.

  فما ذكره السائل جار عن غير تحقيق.

  ولا نسلم أنها لم تجب الطاعة إلا بعد الاختبار، بل هي واجبة بالدعوة، التي هي طريقة الإمامة، وقد حصلت.