سؤال ورد على الإمام المهدي أيام سيادته [حول الإمامة، وحكم الناكث]
  روى زيد بن علي # [عن النبي ÷] أنه قال «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، رجل بايع إماماً عادلاً فإن أعطاه شيئاً من الدنيا وفى له، وإن لم يعطه لم يف له»، وهذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي من حديث أبي هريرة.
  وأما سؤال السائل عمن قال: إنه لا يصح أخذ الزكاة للإمام، ومتى طلبها بطلت إمامته.
  فهذا منكر من القول وزور، ومخالفة لما في الكتاب الكريم مسطور، فولايتها إلى الإمام بإجماع أهل الإسلام، يأخذها من أربابها، ويضعها في مصارفها، كما فعل الرسول ÷، قال الله تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا}[التوبة/١٠٣]، وقال تعالى {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[التوبة/٦٠]، ونحوها، فإنما هو قابض ومقتضٍ ليقطعها بنفسه، ولا يدخرها لأيام عمره، بل يفرقها كما أمر الله تعالى، وعز سلطانه وعظمته وجلاله.
  تم جواب سيدي عز الإسلام، وبركة الخاص والعام، باللفظ، والصلاة والسلام على محمد الأمين، وآله الطيبين الطاهرين المطهرين، بنص التنزيل، {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيراً}.
  حرر بمحروس جبل برط، لهله يوم الخميس سنة (١٢٩٨) هـ.