مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

(أولاده)

صفحة 30 - الجزء 1

  فأولهم سيدي ووالدي العلامة: القاسم بن المهدي |، ولادته سنة (١٢٨٤) هـ، عاش في طلب العلم الشريف على يد والده، وبلغ رتبة العلماء مع صغر سنه، وكان من الأجواد الملازمين العبادة والعزلة عن الناس في بيته، وكان لا يفارق والده في سفر ولا حضر ولا قراءة ولا غيرها، له سجية الأخيار الأبرار، مائلاً عن الدنيا وشغلتها، حتى توفاه الله تعالى إلى رحمته، ودار كرامته، بعد والده في تاريخ ١٠ شهر رجب سنة ١٣١٩ هـ، وقبره بحواره وجنبه في المشهد المبارك مزور مشهور.

  ومحمد بن المهدي لدين الله ¥، حدوثه في شهر جمادى الآخرة سنة (١٢٨٢) هوكانت نشأته المباركة من صغره، وهو من العلماء الأخيار، أهل الجد والاجتهاد، وله اليد الطولى في العلم على يد والده للقراءة والدرس والتدريس، وله كرامات عديدة، وكان مشهوراً مذكوراً كريماً، لا يبقي في يده شيئاً إلا أنفقه، ملازماً للجهاد، وطلب العلم والاجتهاد، حتى توفي سنة (١٣٢٣) هـ في حال محاصرتهم للأتراك بصنعاء بيت ميعاد، ولديه من العلماء الأعلام من الشام واليمن بمجلسه وملازمته لشهرته وحسن سيرته، وتوفاه الله تعالى وهو ضاحك مستبشر، وهو يتلو قوله تعالى {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ}، يقول: مرحباً بكم، من رواية سيدي العلامة محمد بن إبراهيم حورية وهو في حضرته، وفي طرفه واضع رأسه، وله كرامات لا تتسع لها الأوراق.

  والوالد العلامة الصارم إبراهيم بن المهدي ¥، توفي قبل والده سنة (١٣١٨) هـ، بعد رجوعه من الحج وتمامه، ولادته في رابع جماد الآخرة سنة (١٢٨٧) هـ، له النشأة المباركة، واليد الطولى في البذل والكرم، والعلم والعمل، وقراءته على يد والده من جملة إخوته، وله العلم والحدة الخارقة، وبلغ درجة العلماء وأهل الاجتهاد من علماء وقته، وله مناجاة ومواعظ بينه وبين خالقه، وفكرة خارقة،