مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[كرامته]

صفحة 299 - الجزء 1

  إلا كتابُهُ، ولا يخلو عن الزلل إلا حُكمُهُ وخِطَابُهُ، وقل ما رفع قلم من كتاب، فأكثرها ما سَوَّدتُ لها مُسوّدة، بل أملى عليّ القلم.

  فهذه كرامة لا توجد لغيره من علماء الإسلام، ولقد ذُكِر عن بعض العلماء أنه ألف كتاباً فلم يصح له إلا بعد أربعين مُسوّدة، ثم وجد فيه بعد ذلك الخطأ والوهم.

  ومنها: ما منحه الله من جودة الخط الذي لم يتفق لأحد مثله، وكذلك أولاده وأولادهم في الغالب.

  ومنها: أنه # لم يستعن في كتابة مصنفاته بأحد من أولاده ولا من تلامذته، ولا تولى أحد من فقهائه وحفدته، بل كتبها كلها بخط يده الكريمة، وأملاها على القَلم من غير تسويد بصافي فكرته، ولو أراد أحد أن يُحصِل كُتبه نِساخةً لعجز عن ذلك.

  ومنها: أن الله أكرمه بصلاح أولاده وذريته ووفورهم، وحسن طرائقهم، وانتظام أمورهم، وكان أولاده وأولاد أولاده وأولادهم أكثرهم وغالبهم علماء فقهاء مُصنِفين، عُباداً زُهاداً، أسخياءً أجواداً، معرف ذلك فيهم عند الحاضر والباد، وكانوا بعد والدهم عمدة للأنام، في الخاص من الأمور والعام.

  ومن كرامته #: ما رواه ولده العلامة الأوحد محمد بن الهادي بن أمير المؤمنين، عن الفقيه الصالح، عن عرار بن أحمد الجيلاني، أنه شهد على مُقْعَد وصل به أهله إلى حي الإمام يحيى # وهو بمدينة ثُلا، فقرأ ونفث بريقه ومسح بيده عليه، فبرأ من ساعته، وقام يمشي ليس به بأس.