[تضرع عظيم للإمام #]
  انحنت لأداء فرائضك وعبادتك، أو تطلع النار على أفئدة مشتملة على العلم بتوحيدك وحقائق صفاتك وكُنه معرفتك، أو تقرن مع الشياطين جُنوباً قد تجافت عن المضاجع إسراعاً ورغبة في طاعتك، أو تشوي بالنار أكباداً لها تطلع إلى نيل عطائك وتكرمك، أو تصهر بالحميم بطوناً قد انصرفت عن أكل الحرام والسحت خوفاً من رهبتك، أو تقطع بكلاليب النار مِعَاءً قد ضميت بالصيام تقرباً إلى إحراز مغفرتك، أو تحرق بسعير النار ولهبها أبداناً طالما مدت أكفها لنيل عطائك وهبتك، أو تسيل بالصديد فروجاً قد تحصنت من حرامك وانحرفت عن معصيتك، أو تقرن مع النواصي أقداماً طالما مشت إلى المساجد طلباً لإحراز ثوابك ومِنَّتِك، أو تمزق بالنار جلوداً قد اقشعرت من خوف وعيدك وعظيم سطوتك، فلا وعزتك ما أسبلت العيون واكف العبرات إلا إشفاقاً من غضبك وعقابك، ولا تطوّلت العكوف ببابك إلا طمعاً في مغفرتك وثوابك، ولا بسطت النفوس أكفها إلا رجاءً لنيل رحمتك، فقد مددنا إليك أيدي السؤال، واستمطرنا الجود من عطائك الواسع وعظيم النوال، فقد سألنا ما عندك واثقين، فلا تردنا بالحرمان خائبين، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة قمين.
  ثم إن هذه التعاليق التي جمعتها تحفظ وتبسط لمن طلبها بالحفظ والصيانة، لعل الله أن يقسم منها ثواباً، فقد وقعت العناية في تأليفها، ليحصل أخذ الفوائد منها، وتكون عوناً لمن وقف عليها على تحصيل مراده، وتسهيل مقصده بالتسهيل والتقريب، وما كان من غيرها من سائر الكتب فهي موقوفة على الأولاد وعلى المسلمين عموماً، للقراءة بالحفظ والصيانة، ثم كتاب الانتصار إن نَفَّسَ الله بالمهلة فالنية صادقة في إتمامه على النحو الذين قصدته، وإن حالت الآجال دون إتمامه - والعياذ بالله - وقع الاجتهاد في بعض من خصه الله بإتمامه على الأسلوب الذي