مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[تتمة ترجمة الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة #]

صفحة 316 - الجزء 1

  اخترته فيه، فالرجوى في الله عز سلطانه أن ينفع به صالح الإخوان، الطالبين للعلم المنقطعين في طلبه، الشاغلين أنفسهم في تحصيل الفوائد.

  ثم إني أُوصي الأولاد وسائر الأرحام والأقارب بتقوى الله - ومن بلغته وصيتي من سائر المسلمين - فإنها هي الجُنّة من النار، وبها يحصل الفوز والسلامة من غضب الله وسخطه، وانتظام أموركم تحصل بالأُلفة والمحبة، وصلاح ذات بينكم بالمواصلة والتوادد والتراحم، فإن الله تعالى يقول: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}، وفي الحديث: «إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام»، وإياكم والتقاطع والبغضاء فإن فيها هلاكَ الدين، وحَلَّ نظام الأمر وإفساده، ولا تطلبوا الدنيا فإنما هي السُم القاتل، والسناد المائل، ولا تأسفوا على ما فات منها، فإنها منقطعة عن أيديكم وإن حرصتم عليها لا محالة، واعملوا للآخرة فإن العمل لها من أنفسِ الذخائر، وكونوا حريصين على الأمر بالمعروف، وكونوا أول آت به، وانهوا عن المنكر وكونوا أول من ينتهي عنه، وتخلقوا بأخلاق الصالحين وأهل الدين فإنها من أعظم الخصال وأعلاها، وإياكم والدخول في أمر المسلمين فإن فيه الخطر العظيم، ولقد علم الله تعالى وكفى بالله عليماً، لو حصل لي الخلاص بعد دخولي فيه ما كرهت والله تعالى يعلم قصدي في الدخول، ويعلم سريرتي في ذلك، وأسأله التجاوز والصفح وقبول المعذرة، فهذه خصال تجب مراعاتكم لها على جهة الإجمال، فإنها نافعة بإذن الله.

  فأما على جهة التفصيل فمُراعاة خصال: