مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الجد السابع والعشرون: الإمام علي بن موسى الرضا #]

صفحة 342 - الجزء 1

  قال الإمام الحاكم الجُشمي قي تنبيه الغافلين: عند ذكره للآية السابعة والسبعين في أهل البيت وهي قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرَاً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} اختلفوا في معنى الآية:

  قيل: تودوا قرابتي وعترتي وتحفظونني فيهم، عن علي بن الحسين #، وسعيد بن جبير، وعمرو بن شعيب.

  وقيل: تودوا التقرب إلى الله تعالى بطاعته.

  وقيل: تودني لقرابتي.

  وقيل: نزلت بمكة، وأراد صلوا رحمي، واحفظوني في أولادي.

  ويجوز أن يكون أطلع نبيه على ما يفعلون بأولاده، ومتى قيل أليس جميع الأنبياء $ قالوا {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرَاً} فَلِم استثنى نبينا ÷ خاصة قال لِما عَلِم من صنيع أمته إلى أولاده دون سائر الأمم فكان كل أمة تعظم عترة نبيّها غير هذه الأمة، فإنهم حاربوهم وقتلوهم وطردوهم وشردوهم في البلاد.

  ومن نظر في مقاتِلهم من لدن علي بن أبي طالب إلى يومنا هذا عِلم أحوالهم فهم بين مقتول ومحبوس ومخذول ومسموم ومطرود ومقهور.

  قُتل علي بن أبي طالب بالسيف وسم الحسن، وقتل الحسين مع نيف وعشرين من أهل بيته وجماعة من شيعته في نصف يوم، وفُرق بين رؤوسهم وأبدانهم، وقُتل زيد بن علي وصُلِب وحُرق، وقُتل يحيى وصُلِب، وقُتل النفس