[الجد التاسع والعشرون: الإمام جعفر الصادق]
  كان من المبايعين للإمام زيد بن علي #، والمؤيدين له، والشاهدين بفضله، قيل له # إن الرافضة يبرؤون من زيد، فقال: بريء الله ممن بريء من عمي زيد، كان أقرأنا لكتاب الله ø، وأفقهنا في دين الله، وأوصلنا للرحم، والله ماترك فينا لدنيا ولا آخرة مثله.
  وكان يقال له حليف القرآن، ولما جاءه # خبر مقتله وأصحابه، قال: ذهب والله زيدٌ كما ذهب علي بن أبي طالب والحسن والحسين وأصحابهم شهداء، التابع لهم مؤمن، والشاك فيهم ضال، والراد عليهم كافر.
  وقال #: كل راية تنصب في غير الزيدية فهي راية ضلال، رواه الحاكم الجشمي عن أبي سعيد السمان.
  وعن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $: لو نزلت راية من السماء لم تنصب إلا في الزيدية، واستطرد الحاكم بقوله: ولا ظلم أعظم مما جرى على زيد بن علي، وابنه يحيى، وأهل البيت والأئمة بعده.
  ومن نظر في الأخبار علم أنهم الذين يُقاتَلون وهم المظلومون، وأي ظلم أعظم ممن قُتِل وصُلِبَ وحُرِقَ وذري في الفرات.
  وعن الإمام الهادي يحيى بن الحسين $: وإنما فَرّقَ بين زيد وجعفر قومٌ كانوا بايعوا زيد بن علي @، فلما بلغهم أن سلطان الكوفة يطلب من بايعه ليعاقبهم، خافوا على أنفسهم فخرجوا من بيعة زيد ورفضوه مخافةً من هذا السلطان، ولم يدروا بمَ يحتجون على من لامهم وعاب عليهم فعلهم، فقالوا بالوصية حينئذٍ.