[الجد التاسع والعشرون: الإمام جعفر الصادق]
  وقالوا: كانت الوصية من علي بن الحسين إلى ابنه محمد، ومن محمد إلى جعفر، ليموهوا على الناس فضلوا وأضلوا كثيراً، وتبعهم على قولهم من أحب الدنيا وكره الجهاد في سبيل الله، ثم جاء قوم من بعد أولئك فوجدوا كلاماً مرسوماً في كتب ودفاتر فأخذوا بذلك من دون تمييز ولا برهان، بل كابروا عقولهم، ونسبوا فعلهم هذا إلى الخيار من ولد رسول الله ÷، كما نسبت الحشوية ما روته من أباطيلها، وزور أقاويلها، إلى رسول الله ÷ ليثبت لهم باطلهم على من اتخذوه مأكلة لهم، وجعلوهم خدماً وخولاً ..... الخ.
  قال الحاكم الجشمي رضوان الله عليه في تنبيه الغافلين: عند قوله تعالى {أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يّأْتِي آمِنًا يَوْمَ القِيَامَة}:
  قيل: نزلت في علي بن أبي طالب وشيعته وأعدائه.
  وروى أبو طالب بإسناده عن الطيالسي قال: لما قتل أبو جعفر محمداً وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن الحسن $، وجه شيبة بن عقال إلى الموسم لينال من آل أبي طالب $ فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن علي بن أبي طالب شق عصا المسلمين وخالف أمير المؤمنين، وأراد هذا الأمر لنفسه فحرمه الله أمنيته وأماته بغيظه، ثم هؤلآء ولده يُقتلون، وبالدماء يخضبون.
  فقام رجل فقال: نحمد الله رب العالمين، ونصلي على أنبيائه والمرسلين.