[الجد الحادي والثلاثون: الإمام زين العابدين علي بن الحسين]
  رُوي أنه كان يحمل جراب الخبز على ظهره في الليل يتصدق به، فلما غسّلُوه جعلوا ينظرون إلى سوادٍ في ظهره فقيل ما هذا فقالوا: كان يحمل أجراب الدقيق ليلاً على ظهره ويعطيه فقراء المدينة، ولما مات وجدوه يقوت أهل مائة بيت.
  وعن ابن عائشة: سمعت أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر إلا بعد موت علي بن الحسين.
  قال محمد بن إسحاق: كان أناساً من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين معاشهم ومأكلهم، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يُؤتَون به ليلاً إلى منازلهم.
  ورُوي أنه مرض # فدخل عليه جماعة من أصحاب رسول الله ÷ يعودونه، فقالوا: كيف أصبحت يا ابن رسول الله ÷ - فدتك أنفسنا -؟؛ قال: في عافية - والله المحمود على ذلك -، فكيف أصبحتم أنتم جميعاً؟ قالوا: أصبحنا والله لك يا ابن رسول الله ÷ محبين وادِّين، فقال لهم: من أحبنا لله أسكنه الله في ظل ظليل يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله، ومن أحبنا يريد مكافأتنا كافأه الله عنا الجنة، ومن أحبنا بغرض دنياه آتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب.
  كان # يقول: عجبت لمن يحتمي من الطعام لمضرته، ولا يحتمي الذنب لمعرته.
  وقال #: من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس.