[الجد الحادي والثلاثون: الإمام زين العابدين علي بن الحسين]
  حمال أثقال أقوام إذا فُدحوا ... حلو الشمائل تحلو عنده نعم
  ما قال لا قط إلا في تشهده ... لولا التشهد كانت لاؤه نعم
  لا يخلف الوعد ميمون نقيبته ... رحب الفناء أريب حين يعتزم
  عم البرية بالإحسان فانفصلت ... عنه القتاره والأملاق والعدم
  من معشر حبهم دين وبغضهم ... كفر وقربهمو منجا ومعتصم
  إن عد أهل التقي كانوا أئمتهم ... أو قيل من خير أهل الأرض قيل همو
  لا يستطيع جواد بعد غايتهم ... ولا يداينهمو قوم وإن كرمو
  هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت ... والأُسد أسد الشرى والبأس محتدم
  لا ينقص العسر بسطاً من أكفهم ... سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا
  يُستدفع السوء والبلوى بحبهم ... ويستزاد به الإحسان والنعم
  مُقدم بعد ذكر الله ذكرهم ... في كل بدءٍ ومختومٍ به الكلم
  يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم ... خيمٌ كريمٌ وأيدٍ بالندى عصُمُ
  من يعرف الله يعرف أوليةَ ذا ... والدين من بيت هذا ناله الأمم
  فاستشاط هشام وغضب وأخذ الفرزدق وسجنه بعسفان، فبلغ ذلك علي بن الحسين # فبعث إليه بعشرة آلاف درهم فردها الفرزدق، وكتب إليه إنما مدحتك بما أنت أهله، فردها # عليه وكتب: إنّا أهل البيت إذا وهبنا شيئاً لا نستعيده، واعذرنا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر لو صلناك به.
  وجعل الفرزدق يهجو هشاماً وهو في السجن ... الخ.
  كان الإمام زين العابدين # كريم السجايا، شديد التواضع، مخلصاً لله تعالى ولعباده.