[زيارة جابر بن عبد الله الأنصاري لقبر الحسين #]
  ميتاً، غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك، ولا شاكة في الحب لك، فعليك سلام الله ورضوانه، فأشهد أنك مضيت على ما مضى يحيى بن زكريا #.
  قال عطية: ثم جال ببصره حول القبر، فقال:
  السلام عليكم أيتها الأرواح الطاهرة الطيبة التي حلت بفناء الحسين # وأناخوا حول رحله، أشهد أنكم أقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وعبدتم اللّه حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمداً ÷ بالحق نبياً، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه.
  قال عطية: فقلت لجابر بن عبد الله: وكيف؟ ولم نهبط وادياً، ولم نعل جبلاً، والقوم فرقوا بين رؤوسهم وأبدانهم، وأوُتمت الأولاد، وأُرملت الأزواج.
  فقال لي: يا عطية، سمعت حبيبي رسول اللّه ÷، يقول: «من أحب قوماً حُشِر معهم، ومن أحب عمل قوم أُشرِك في عملهم» أحدرني نحو أبيات كوفان، قال: فلما صرنا في بعض الطريق، قال لي يا عطية: هل أوصيك، وما أظنني بعد هذه السفرة لاقيك: أحبب محب آل محمد ÷ ما أحبهم، وأبغض مبغض آل محمد ÷ ما أبغضهم، وإن كان صواماً قواماً. انتهى.
  وأخرج شيخنا شيخ الإسلام الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي رضي الله تعالى عنه، عن الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة، عنه صلى الله ليه وآله وسلم «من سره أن يحيا حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل جنة عدن التي غرسها ربي بيده، فليتول علي بن أبي طالب وأوصياءه، فهم الأولياء والأئمة من بعدي،