(بعثته عليه الصلاة والسلام)
  خرج إلى الطائف يلتمس نصراً من ثقيف فأغروا به سفهائهم وعبيدهم، وانصرف باكياً مبتهلاً داعياً الله ø ويقول: «اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك غصبٌ علي فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك، أو يحل عليّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك»، حتى إذا كان بنخلة قام في جوف الليل فمر به سبعة نفر من جن نصيبين فاستمعوا له ودعاهم وآمنوا وولوا إلى قومهم منذرين.
  وأنزل الله تعالى {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ}[الأحقاف/٢٩]، وأنزل الله سورة الجن {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا ١ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ ...} إلى آخرها.
  وكان الإسراء والمعراج في (٢٧) شهر رجب قبل الهجرة بسنة، وكانت فريضة الصلاة.
  وشُق صدره ÷، وقد وقع شق صدره ÷ خمس مرات، في طفولته عند حاضنته حليمة السعدية، ومرة ابن عشر سنين، ومرة ليلة الإسراء، ومرة حين جاءه الملك بالوحي، ومرة في النوم فطهره الله ø تطهيراً من الشوائب والنقائص، وملأ قلبه حكمة وعلماً وحلماً وحكماً وتنويراً، وكان في الإسراء والمعراج ما ذكره الله في كتابه الكريم.