فصل (في ذكر سيد الكائنات ÷)
  أحب أمته ودعا لهم بالصلاح والفلاح والنجاح وغير ذلك من الخير، قال تعالى {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}[التوبة/١٢٨]، يعني من أعظمكم قدراً ونسباً وصهراً وحباً ومودة، وقرأت فاطمة & {رَسُولٌ مِنْ أَنْفَسِكُمْ} بفتح الفاء من النفاسة، أي من أشرفكم وأفضلكم، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ٤٥ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}[الأحزاب/٤٦ - ٤٥].
  أرسله الله تعالى إلى الخلق من الجن والإنس وإلى العالمين أجمعين، ورضي عنه أهل السموات وأهل الأرض حتى الطيور في الهواء والحيتان في البحر {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةٍ لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء/١٠٧]، والعالمين كل من خلق الله تعالى.
  وعن ابن عباس لما نزلت: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}، وقد كان أمر علياً ومعاذ أن يسيرا إلى اليمن فقال: «انطلقا فبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، فإن الله قد نزل عليّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}، قال شاهداً على أمتك، ومبشراً بالجنة، ونذيراً من النار، وداعياً إلى شهادة أن لا إله إلا الله بإذنه وسراجاً منيراً».
  وعن العرِباض بن سارية سمعت رسول الله ÷ يقول: «إني عبد الله، وخاتم النبيين، وأبي منجدل في طينته، وأخبركم عن ذلك أنا دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين»، وأن أم رسول الله ÷ رأت حين وضعته نوراً