مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

فصل (في ذكر سيد الكائنات ÷)

صفحة 427 - الجزء 1

  جعلت لي؟ قال: أو ليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كله، أن لا أُذكر إلا ذُكرت، وجعلتُ صدور أمتك أناجيل يقرأون القرآن ظاهراً ولم أعطها أمة، وأعطيتك كنزاً من كنوز عرشي: لا حول ولا قوة إلا بالله».

  وفي بعض المجاميع قال البغوي: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} ألم نفتح ونوسع ونلين قلبك للإيمان والنبوة والحكمة والعلم ÷، ووضعنا عنك وزرك: أي أمته لاشتغال قلبه بذنوب أمته، جزاه الله عنا أفضل الجزاء، وأفضل ما جازى نبياً عن أمته ÷ صلاة دائمة بدوام نبوته وسلم تسليماً.

  وقد عظم الله ø خلقه فقال تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} قال الإمام الهادي يحيى بن الحسين @: فهو ما جعله الله عليه من الطبع الكريم، والقلب البر الرحيم، والأخلاق الحسنة، والطبائع الكريمة، من الصبر والتجمل، والعفو والتحمل وغير ذلك من الأخلاق التي جُعلت فيه، وأمتن الله سبحانه وتعالى بها عليه، التي يعجز عن يسيرها غيره، ولا يحمل القليل منها إلا مثله ... إلخ.

  وفي الكشاف: استعظم خُلقه لفرط احتماله الممضات من قومه، وحسن مخالفته ومداراته لهم، وقيل هو الخلق الذي أمره الله تعالى به في قوله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}⁣[الأعراف/١٩٩].

  وعن عائشه ^، أن سعيد بن هشام سألها عن خلق رسول الله ÷ فقالت: كان خلقه القرآن، ألست تقرأ القرآن: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}⁣[المؤمنون/١].