فصل (في ذكر سيد الكائنات ÷)
  وِزْرَكَ ٢ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ٣ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٥ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٦ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ٧ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ٨}
  قال في الكشاف: شرحنا صدرك: فسحناه حتى وسع هموم النبوة، ودعوة الثقلين جميعاً، أو حتى احتمل المكاره التي يتعرض لك بها كفار قومك وغيره، أو فسحناه بما أودعناه من العلوم والحكم، وأزلنا عنه الضيق والحرج الذي كان يكون مع العمى والجهل.
  وعن الحسن: ملأ حكمة وعلماً، وفيه أيضاً ورفع ذكره أن قرن بذكر الله تعالى في كلمة الشهادة والأذان والإقامة والتشهد والخُطب وفي غير موضع من القران، {وَاللهُ وَرَسُولَهُ أَحَقُ أَن يُرْضَوْهُ}، {وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ}، {وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} وفي تسمية رسول الله، ونبي الله، ومنه: ذكره في كتب الأولين، والأخذ على الأنبياء وأممهم أن يؤمنوا به ... إلخ.
  وفي الدر المنثور: عن عدي بن ثابت قال: قال رسول الله ÷: «سألت ربي مسألة وددت أني لم أكن سألته، قلت: أي ربي اتخذت إبراهيم خليلاً، وكلمت موسى تكليماً، قال: يا محمد ألم أجدك يتيماً فآويت، وضالاً فهديت، وعائلاً فأغنيت، وشرحت لك صدرك، وحططت عنك وزرك، ورفعت لك ذكرك فلا أذكر إلا ذكرت معي واتخذتك خليلاً».
  وعن أنس قال: قال رسول الله ÷: «قلت: يا رب إنه لم يكن نبي من قبلي إلا وقد كرمته، اتخذت إبراهيم خليلاً، وموسى كليماً، وسخرت لداود الجبال، ولسليمان الريح والشياطين، وأحييت لعيسى الموتى، فما