مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

(من صفاته الخلقية والخلقية ÷)

صفحة 429 - الجزء 1

  ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألتهم عنه، وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول: ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته، فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغه ثبت الله قدميه يوم القيامة.

  إلى أن قال: وسألته عن مجلسه؟

  فقال: كان رسول الله ÷ لا يجلس ولا يقوم إلا عن ذكر، لا يوطن الأماكن، وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك ويعطي كل جلسائه نصيبه، ولا يحسب أن أحداً أكرم عليه من جلسائه منه، من جالسه أو أقامه لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف، ومن سأله حاجة لم ينصرف إلا بها أو بميسور من القول، مجلسه مجلس حكم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تُأبَّن فيه الحُرم، ولا تثنى فلتاته، متعادلين يتفاضلون بالتقوى، متواضعين، يوقرون فيه الكبير، ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا حاجة، ويحفظون الغريب.

  إلى أن قال: وسألته كيف كان سيرته في جلسائه؟.

  فقال: كان رسول الله ÷ دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مزاح، يتغافل عما يشتهي فلا ييأس منه ولا يحث فيه، قد منع نفسه من ثلاث من المراء والإكثار وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحداً ولا يعيره، ولا يطلب عثراته.