فصل (في ذكر سيد الكائنات ÷)
  إلى أن قال: يصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته، ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرشدوه إلىّ.
  إلى أن قال: وسألته كيف كان سكوته؟
  قال: كان رسول الله ÷ على أربع: على الحلم والحذر والتقدير والتفكر.
  فأما تقديره: فهو تسوية النظر والاستماع بين الناس.
  وأما تفكره: ففيما يبقى ويفنى.
  وجمع له الحلم في الصبر، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه.
  وجمع له الحذر في أربعة، أخذه بالحسنى، واجتهاده الرأي فيما يصلح أمته، والقيام فيما جمع لهم الدنيا والآخرة، فصلوات الله تعالى وسلامه ورحمته وبركاته عليه وآله الطاهرين.
  لم يدرك الواصف المُطري خصائصه ... ولو يكن سابقاً في كل ما وصفا
  وعن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله ÷: «من سأل عني أو سره أن ينظر إليّ فلينظر إلى أشعث شاحب مشمر، لم يضع لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، رفع له عَلمٌ فشمّر إليه، اليوم المضمار وغداً السباق، والغاية الجنة أو النار».
  وعنه ÷: «بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق».