مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[التعامل مع المسيء من أهل البيت]

صفحة 444 - الجزء 1

  وأيُّ خيرٍ خيرٌ مما جاء على يدي جدهم ÷، هدى الله تعالى به الأمة، وأخرجهم إلى النور من الظلمة، {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا}، وقد فضلوا شعراته ÷ وفضلاته ونعاله ولباسه، حتى حكموا بطهارة الخارج منه مما هو نجس من غيره، فكيف لا يفضل من هو بضعة منه؟ نعوذ بالله من الكبر والهوى.

  وقالوا أيضاً: الفاسق منهم شبه الآية المنسوخة يجب احترامها، ولا يجب العمل بها، لأنهم الثقل الثاني، قرناء القرآن كما جاء في الحديث، فكما أن في القرآن المحكم والمتشابه فهم كذلك، فهل يصح أن يقال يجب الحكم بفضيلة المنسوخ؟ وأما تعظيمه فلا يجب، هذا زلل من القول، وخطل من الرأي.

  ولقد كان مذهب القاضي عياض ومن معه القول بأن كلهم من أهل الجنة، وحُمِل على أنه لا بد له من توبة يوفق إليها ولو قُبَيل الموت.

  وبعضهم قال: لأجل نسبه الشريف، واستدلوا على ذلك بمثل قوله تعالى {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}⁣[الضحى/٥]، ومن جملة الرضا: ألا يعذب أولاده.

  وقوله تعالى {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} إلى أن قال {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا}⁣[فاطر/٣٢ - ٣٣].

  وقوله ÷: «كل حسب ونسب منقطع يوم القيامة إلا حسبي ونسبي».