مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

تعليق العلامة محمد بن منصور المؤيدي على جواب الإمام

صفحة 453 - الجزء 1

  فلما كان كذلك فلو لم نقل إن حب الطالح منهم واجب لما كان لتخصيص محبتهم في الآية فائدة.

  وقد وردت أحاديث دالة على هذا المعنى: كما روي عن النبي ÷ أنه قال: «أحبوا أهل بيتي لحبي، أولادي الصالحين لله والطالحين لي»، وروي أيضاً عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «أحبوا الله لما يغذوكم به من نِعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي»، وهذا عام في جميعهم وأمرٌ أيضاً، والأمر يقتضي الوجوب.

  وأيضاً قوله ÷ فيما تقدم من تفسير ذوي القربى «علي وفاطمة وأولادهما»، عام ولا مخصص له ظاهر.

  وعن العزيزي في شرح الشهاب في قوله ÷: «احفظوني في عترتي فإنهم خير العتر»، أي احفظوا حقي وحرمتي فيهم كما تحفظون الشيء، أي بالتعظيم، ولا تطرحوا حرمتهم لأجل ما يبدر من بعضهم من خطيئة أو هفوة توقيراً لي، حتى قال ÷: «أكرموا أولادي صالحهم وطالحهم، صالحهم لأجلهم، وطالحهم لأجلي»، وهذا الحب أي حب الطالح منهم يجري مجرى حب من أحسن إليه وإن كان فاسقاً، وحب الناس أولادهم وإن كانوا مسيئين، وحبهم آبائهم وإن كانوا فساقاً كفاراً، ويجب عليهم إنفاقهم والنفقة وقت الحاجة، فكذا في الحب.