[كيفية محبة الطالح من أهل البيت]
  وحاصله: راجع إلى المحب لا إلى المحبوب أي أن شكر المنعم واجبٌ، سواء كان المنعم شقياً أو سعيداً، فكذلك نحن نحب الطالح منهم لأجل النبي ÷، ولأنه أنعم علينا نعمة الإيمان والإسلام، ولا نحبهم لذاتهم.
  ولا يلزمنا قوله تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} لما تقدم من أن النفقة تجب للأب المؤمن والكافر.
  قال قاضي القضاة: في شرح قوله ÷: «وأحبوا أهل بيتي لحبي»، محبة أهل بيته ÷ هو إعظامهم وإكبار قدرهم، وهذه المحبة عامة لكل أهل بيته، فأما من فُضِّل منهم بالعلم والدين وجبت محبة لهذا الوجه الزائد. تم كلامه أي قاضي القضاة.
  وروي عن أبي علي وابنه أبي هاشم أنهما اختلفا في جواز لعن العلوي الفاسق، فعلى هذا يثبت لصالحهم حبان: حب القرابة وحب الصلاح، ولطالحهم حب القرابة فقط كالجار.
  ويمكن أن يقال: إن تخصيصهم بذكر المحبة لأجل زيادة الحب لهم، لأن الحب درجات، وعلى هذا لا يجوز موالاة عصاتهم، لما روي عن النبي ÷ قال: لعلي #: «ما طاب فمني ومنك، وما خبث فمن الشيطان».
  قلت: لا شك على فرض الإمكان لكن ما تقدم من الأحاديث النبوية يأباه، ومن المعلوم أن للحب درجات، وأنهم يستحقون جملة محبة زائدة على محبة الموالاة التي لسائر المؤمنين وأنها تتفاضل فيهم، فإن الأئمة والعلماء والزهاد منهم يستحقون من التعظيم والتجليل ما لا يجب لمؤمنيهم لأجل الزيادة التي اختصوا بها.