[ذريات المؤمنين تبع لهم]
  وقال إبراهيم: أُعطوا مثل أجور آبائهم، ولم ينقص الآباء من أجورهم شيئاً.
  قلتُ: وما ظنك بذلك في ذرية سيد المرسلين ÷.
  قال في الكشاف: فيجع الله أنواع السرور بسعادتهم في أنفسهم، وبمزاوجة الحور العين، وبموآنسة الإخوان المؤمنين، وباجتماع أولادهم ونسلهم بهم، ثم قال {بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ}، أي بسبب إيمانٍ عظيمٍ رفيع المحل، وهو إيمان الآباء ألحقنا بدرجاتهم ذريتهم، وإن كانوا لا يستأهلونها تفضلاً عليهم وعلى آبائهم لنُتم سرورهم، ونُكمل نعيهم.
  إلى أن قال: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ} وما نقصنانهم، يعني وفّرْنا عليهم جميع ما ذكرنا من الثواب والتفضل، وما نقصناهم من ثواب عملهم من شيء.
  وقيل معناه: وما نقصناهم من ثوابهم شيئاً نعطيها الأبناء حتى يلحقوا بهم، إنما ألحقناهم بهم على سبيل التفضل. انتهى.
  وإذا كان هذا في ذرية المؤمنين، فبالأولى في ذرية خاتم النبيين، وإمام المرسلين ÷ الذي قال الله تعالى له: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}، قال الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: بإسناده عن جابر قال: دخل النبي ÷ على فاطمة وعليها كساء من جلد الإبل وهي تطحن، فدمعت عيناه فقال: «يا فاطمة تعجلي مرارة الدنيا لحلاوة الآخرة»، قال: فأنزل الله تعالى {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}.
  ومثله أخرجه السيوطي في الدر المنثور.