[ذريات المؤمنين تبع لهم]
  ولا يعزب عنك قصة الإمام محمد بن إدريس الشافعي وقد حُمِل مقيداً على حمار بلا إكاف، مكشوف الرأس، حافي القدمين من اليمن إلى العراق، لحبه أهل البيت ومبايعته لبعضهم، وكانت سلامته من القتل بأعاجيب، ونص ¥ أن محبتهم فرض على كل مسلم، من ذلك قوله:
  يا آل بيت رسول الله حبكم ... فرض من الله في القرآن أنزله
  يكفيكم من عظيم الشأن أنكم ... من لم يصل عليكم لا صلاة له
  قال: في المقصد الحسن لابن حابس، وفي النبلاء للذهبي، عن الزبير عن عبد الواحد بن الاستراباذي عن حمزة بن علي الجوهري عن الربيع بن سليمان قال: حججنا مع الشافعي، قال: فما ارتقى شرفاً ولا هبط وادياً إلا وهو يبكي ويقول:
  يا راكباً قف بالمحصب من منى ... واهتف بساكن خيفها والناهض
  سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضاً كملتطم الفرات الفائض
  قف ثم ناد بأنني لمحمد ... ووصيه وبنيه لستُ بباغض
  إن كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي
  وقد سُم أبو حنيفة حتى مات شهيداً لحبه أهل البيت، ومثله الإمام النسائي، صاحب السنن مات شهيداً لحبه أهل البيت.
  والإمام أحمد بن حنبل أخرج مئات الأحاديث في فضل أهل البيت، وبعضها لم يروها أحد غيره، وقد هوجم بيته مرتين في سبيل حبه لأهل البيت، وقد وصف إسنادهم بأنها الشفاء من الأسقام.
  ومن قوله في بعض أسانيدهم: لو قرئ على مجنون لأفاق.