[من آداب المحبة: محبة حبيب المحبوب]
  فيا ساكني أكناف طيبة كلكم ... إلى القلب من أجل الحبيب حبيبُ
  فتراهم يحبون المحبوب وأقاربه وعشيرته وقبيلته وجيرانه وخوله وخدمه ودار يسكنها، كما قال:
  أمرُّ على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
  وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا
  وحتى بغض الأشياء التي يبغضها محبوبُهُ، ومحبةُ كل سبب يقربه إليه أو يحمدُ به عنده، وحتى محبةُ الصنايع والأعمال التي يعملها المحبوب محبوبة، وكراهة ما يكرهه من الأعمال من طعام أو شراب أو لباس أو بلد أو غير ذلك، وحتى فيما يحمده به المحبوب من الأعمال من الكرم والنجدة والشجاعة والتجمل والمعروف قال الأول:
  ويرتاح للمعروف في طلب العلى ... لتحمد يوماً عند ليلى شمائلُهْ
  ولقد يبذل المحب في رضا محبوبه الغالي والنفيس، بل وكلما يقدر عليه ويستطيعه من المال ولو أجحف، كما قال أحد الصحابة الأبرار لرسول الله ÷ خذ ما شئت ودع ما شئت من أموالنا، فو الله للذي تأخذه أحب إلينا مما تتركه، أو كما قال، وحتى أن المحب يبذل في رضا محبوبه ما هو أغلى من المال، وهي النفس وفراق الحياة كما فعلها كثير من الصحابة ¤، وكما قال الإمام علي كرم الله وجهه: (لا أبالي أسقطتُ على الموت أم الموت سقط عليّ)، كل ذلك من أجل محبة الله تعالى ورسوله ÷، وتقدم كلام أبي بكر: والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله ÷ أحب إليّ أن أصل من قرابتي.