مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[من آداب المحبة: محبة حبيب المحبوب]

صفحة 482 - الجزء 1

  والوبال والنكال، وإحباط الأعمال، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} هذا الأحباط في رفع الصوت وجهر القول كجهر بعضنا لبعض، فكيف بأذيته ÷ في آله وذريته وعترته وبضعته منه ÷؟!

  وقال ÷: «ولا تشتموهم فتكفروا ...» من حديث طويل، فعلى كل مسلم أن يُنَجِّي نفسه ويُحصّنَها عن الدخول فيمن قال الله تعالى فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}، اللهم أعذنا أن نكون من الجاهلين، واغفر لنا يا خير الغافرين، وارحمنا وأنت أرحم الراحمين، وتجاوز عنا بمنك وكرمك وأنت على كل شيء قدير، وارزقنا بفضلك وإحسانك محبة سيدنا وحبيبنا ومنقذنا محمد ÷، ومحبة آله وذريته وأهل بيته، وصحابته الراشدين المرشدين، الهادين المهديين، ومحبة محبيهم وأتباعهم وأشياعهم الصادقين الصالحين، وارزقنا عملاً يقربنا إلى حبهم، وقولاً يدُلُّنا إلى قربهم، ونجنا من مضلات الفتن، ومن سوء المحن، ومن موبقات الإحن، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.

  ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ÷ وبارك وترحم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ورضي الله تعالى عن الصحابة الراشدين، والتابعين إلى يوم الدين، وعلينا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.