[من آداب المحبة: محبة حبيب المحبوب]
  وقال بعض العلماء أيضاً: إن المحبة أصل كل دين، وإن أعظم المحبة محبة الله وحده، ومحبة ما أحب، وهذه المحبة أصل السعادة ورأسها، وكل ما سواه مما يُحب فإنما محبته تبع لمحبة الرب تبارك وتعالى كمحبة ملائكته وأنبيائه وأوليائه، فإنها تبع لمحبته سبحانه وهي من لوازم محبته، فإن محبة المحبوب توجب محبة ما يحبه لذا دعا ÷ ربه جل وعلا فقال: «اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك»، وقوله ÷: «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ...» وقد سبق.
  فالعاقل المؤمن الناظر بعين البصيرة ينوره الله تعالى بالنظر إلى ما له وما عليه، والمتحايل المضيع المقلد لا يدري ما له ولا ما عليه، وكلٌّ سيلقى ما عمل.
  سيعلم يوم العرض أي بضاعة ... أضاع وعند الوزن ما كان حصلا
  ولله القائل:
  ستعلم أروى أي دين تداينت ... وأي غريم في التقاضي غريمها
  فخير المقاصد والأعمال مرضاة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله ÷، قال الله تعالى {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
  وفقنا الله تعالى وجميع المسلمين إلى ما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير.
  فما بقي إلا أن نقف عند أمر الله تعالى، وأمر رسوله ÷ كما تقدم، وأن نصون ألسنتنا عن سب أهل البيت وأذاهم، وقلوبنا عن عداوتهم والبغضاء لهم، وأن نتجنب تحسي السموم القاتلة، وما عاقبته الخسران