مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

المقدمة

صفحة 492 - الجزء 1

  ويصونوا محياها الكريم، فإن مَن وهبهم الله تعالى هذا النسب الشريف، العالي المنيف، الذي لا يطاوله متطاول، ولا يناله متناول، يجب أن يؤدي الشكر الكثير، وأن يتحلى بكل صفات الفضيلة والكمال، وأعمال الطاعة والامتثال، ممثلاً في تقوى الله سبحانه وتعالى، وحسن المعاملة، وحسن الخلق، ومراقبته في السر والعلن أولاً، ثم في خدمة الإسلام والمسلمين، ثم في خدمة الإنسان والسلوك الحميد في كل مجالات الحياة، وإن هذا النسب الشريف مثلما هو كرامة وفضيلة، ومرتبة من الله سبحانه وتعالى عالية على ممر الأجيال، فهو ابتلاء ومحنة واختبار ليبتليَهم ويبتلى بهم، ويمتحنهم ويمتحن بهم، ويمحصهم ويمحص بهم، ويختبرهم ويختبر بهم، لينظر ø كيف يعملون، ومن ثمّ ابتلى الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وأممهم والأمثل فالأمثل من أهل التقوى بكثير من الابتلآءت والمحن، المسطور ذكرها في كتاب الله الكريم، وفي سنة رسوله ÷، وكتب الإسلام مملوءة من تلك الأخبار، والأحاديث والقصص التي عند ذكرها تنسكبُ العبرات وتهون النفوس، قال تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}⁣[محمد/٣١]، وعن النبي ÷ أنه قال: «أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل» أو كما قال.

  وعن مجاهد أنه تلا هذه الآية فقال: اللهم عافنا واسترنا، ولا تبلُ أخبارنا.

  وعن الفُضيل أنه كان إذا قرأها بكى وقال: اللهم لا تبلُنا، فإنك إن بلوتنا فضحتنا، وهتكت أستارنا وعذبتنا.