المقدمة
  ولا شك أن الابتلاء يخص الله تعالى به كثيراً من الأنبياء والأولياء والعلماء وأهل الدرجات لينقِيهم ويصفيهم، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيي عن بينة، ولا شك فإن من زاغ من أهل البيت كان عقابه أشد، وعذابه أكبر.
  وحين اصطفاهم الله سبحانه وتعالى فجعلهم من ذرية الرسول الكريم ÷ فهو من النعم العظام، والمنح الفخام، ولكن لمن وفا بحقه، وأقام بواجبه، وعمل بما أمر الله تعالى به، وتعلم ما يجب عليه تعلمه، واتبع أَثَر ذلك الرسول الكريم، صاحب الشريعة المطهرة الغراء، من أنقذ الله تعالى به البشرية، وأحيا به الإنسانية، ومحى به الجاهلية، من جاءنا بالمحجة البيضاء ليلها كنهارها ÷.
  وقد يكون من النقم الجسام، والمصائب العضال العظام، إذا لم يف بحقه، ويؤدي واجبه، ويتأدب بآدابه، ويقتفي الأثر النبوي الشريف، في أداء الواجبات، واجتناب المقبحات، قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}، وقال تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ}، وقال تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}.
  وعن الإمام الصادق جعفر بن محمد بن زين العابدين رضوان الله وسلامه عليهم قال: يجري على أزواجه مجرانا في الثواب والعقاب.