الباب الثاني في ذكر طرف مما جاء في فضائل العترة $ ووجوب التمسك بهم وما يتبع ذلك
  وفيه عن زيد بن أرقم قال: قال رسول اللّه ÷: «إني فرطُكم وإنكم واردون عليَّ الحوض، عَرضه ما بين صنعاء إلى بُصرى، فيه عدد الكواكب من قِدحان الذهب والفضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين»، قيل: وما الثقلان يا رسول اللّه؟ قال «الأكبر كتاب اللّه، سببٌ، طرفه بيد اللّه وطرفهُ بأيديكم، فتمسكوا به لن تَزِلّوا ولن تَضِلّوا، والأصغر عِترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، وسألت لهما ذلك ربي، لا تقدَّموهما فتهلِكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم».
  وفي مجموع زيد بن علي عن علي # قال: «لما ثَقُلَ رسول اللّه ÷ في مرضِهِ، والبيت غاصٌ بمن فيه، قال ادعوا لي الحسن والحسين فدعوتُهما فجعل يلثمُهُما حتى أغمي عليه، قال: وجعل عليٌ يرفعهما عن وَجْهِ رسول اللّه ÷ ففتح عينيه وقال «دعهما يتمتعان مني وأتمتع منهما فإنه سيصيبهما بعدي أثَرَةً»، ثم قال: «يا أيها الناس: إني خلّفتُ فيكم كتاب اللّه وسُنتي وعِترتي أهل بيتي، فالمضيع لكتاب اللّه كالمضيّع لسنتي، والمضيع لسنتي كالمضيّع لعترتي، أما إن ذلك لن يفترق حتى ألقاه على الحوض».
  وعنه ÷ أنه بايع الناس على أن يسمعوا له ويطيعوا في العسر واليسر، وأن يمنعوا رسول اللّه ÷ وذريته من بعده مما منعوا منه أنفسهم وذراريهم، قال علي #: (فوضعتها واللّه على رقاب القوم، فوفى بها من وفى، وهلك بها من هلك).