مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[بعض فضائل أمير المؤمنين علي #]

صفحة 65 - الجزء 1

[بعض فضائل أمير المؤمنين علي #]

  ورُوي أنه ÷ سُئل عن بعض أصحابه فذكرهم بخير فقال له قائل: فعلي، فقال ÷ «إنما تسألني عن الناس، ولم تسألني عن نفسي»، حكاه الحاكم | في كتابه تنبيه الغافلين.

  قلت: وكفى بهذا القول النبوي فخراً للوصي أمير المؤمنين #.

  ولقد خصه اللّه تعالى من الفضائل والفواضل ما لم يخص به أحداً غيره من أمة نبيه ÷ وشاركهم في سائرها، حتى قال ابن عباس ®: ما أنزل اللّه تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا} إلا وعلي أميرها وشريفها، ولقد عاتب اللّه أصحاب محمد ÷ في غير آية وما ذُكِر علي إلا بخير.

  وقال الحاكم أبو سعيد المحسَّن بن كُرَّامة الجشمي | في كتابه تنبيه الغافلين بعدما ذكر حديث الثقلين قال: هذا غير ما أشار ÷ إلى أمير المؤمنين، آخذاً بيده، مشيراً إليه بعينه، مبيناً حاله بغاية الإجلال والإعظام، ومميزاً له بين الخاص والعام، فمرةً يقول تمسكوا به، فإنه مع الحق والحق معه، وتارة يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، ويقول: «علي مني وأنا منه»، إلى غير ذلك مما يطول ذكره، وكما نص على فضله خاصة وفضل أهل البيت عامة فقد نطق القرآن بمفاخرهم، ونزلت الآيات في مآثرهم، وبين ÷ بقوله وفعله وميزه بين أمته.

  أما القول: فكثير:

  منها: ما قاله يوم الغدير بأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة.

  ومنها: ما جعله منه كهارون من موسى.