مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الأصول التي لا يعذر المكلف بجهلها]

صفحة 87 - الجزء 1

  المسألة السابعة: أن جميع الآلام التي لا تقع من فعل المخلوقين فهي من فعل اللّه تعالى لحكمةٍ وصواب.

  والدليل على أنها من فعل اللّه تعالى: أنها من جملة الأعراض المحدَثة، ولم تكن من فعل المخلوقين، فوجب أن تكون من فعل اللّه تعالى⁣(⁣١).

  وأما كونُها لحكمة وصواب: فقد ثبت أنه تعالى عدل حكيم، لا يفعل الظلم والعبث، فوجب الحكم بأن جميع أفعاله تعالى حكمة وصواب، وإن لم يعرف وجه الحكمة، كالاعتبار والتعريض على الخير بالصبر على البلاء، وللعوض منه تعالى، وقد يكون تعجيل عقوبة لمن يستحقها، قال اللّه تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}⁣[الشورى/٣٠]، وغيرها.

  المسألة الثامنة: أن هذا القرآن الذي بيننا كلام اللّه تعالى.

  وقد عُلِم ضرورة أن النبي ÷ كان يخبر أنه كلام اللّه تعالى لا كلامه، وقد قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ}⁣[التوبة/٦]، ولا شك أنه القرآن.

  المسألة التاسعة: أن القرآن مُحدَث.

  لأنه مرتب منظوم وما هذا شأنه يجب أن يكون مُحدَثاً، وقد قال تعالى: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ}⁣[الأنبياء/٢]، وغير ذلك.


(١) هذا الكلام مبني على القول بأن التأثير ليس إلا لفاعل مختار، وهذا الفاعل إما اللّه أو غير اللّه، ونعلم أن ليس الفاعل لهذه الأعراض أحد من المخلوقين فبقي كون اللّه هو الفاعل. تمت إملاء شيخنا مجد الدين #.