مجموع رسائل الإمام المهدي محمد بن القاسم الحسيني،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

الباب الثالث في أمهات مسائل أصول الدين التي لا يعذر في جهلها أحد من المكلفين على سبيل الجملة والاختصار

صفحة 101 - الجزء 1

  والمسألة قطعية، وإن سُلِّم فمجمل بينته الأدلة القاطعة القاضية بحصرها في العترة، إذ هم الخيار من قريش.

  يزيده بياناً: قول الوصي #: (الأئمة من قريش، في هذا البطن من هاشم)، وقوله حجة.

  وأما ثانيا: فلأن من ثمرة الإمامة إقامة الحدود، والإكراه على أخذ الحقوق، وغير ذلك مما حظرته الأدلة على غير الأئمة، فكانت تلك الأدلة مانعة عن اقتحام منصبها، إلا بمن قام الدليل القاطع على صحتها فيه.

  وأما ثالثاً: فلإجماع العترة المعلوم على حصر الإمامة فيهم دون غيرهم، وإجماعهم حجة قطعية، كما تكرر ذلك مؤيداً بالأدلة الشرعية.

  وأما حجة العقل: فهي أن اللّه تعالى بعث الرسل لحاجة الخلق إليهم، والإمامة فرع النبوة، فلا يجوز أن يكون بعث النبوة إلا في موضع مخصوص معروف للخلق، وإلا فسد التدبير وضاع الخلق، وكما أن النبوة لا تكون إلا في أرفع المواضع وأشرفها،