[الكلام على «أو»]
  تبرح اليوم)، وبمعنى الواو عند الكوفيين(١)، وذلك عند أمن اللّبس، كقوله:
  [٤٢١] -
  ما بين ملجم مهره أو سافع
= الأول: أن يتقدمها نفي أو نهي.
الثاني: أن يعاد معها العامل، ومثال ذلك (ما حضر علي أو ما حضر خالد) وقولك (لا يقم بكر أو لا يقم خالد).
(١) ووافق الكوفيين على صحة مجيء أو بمعنى الواو - وهو مطلق الجمع - الأخفش والجرمي، بالشرط الذي ذكره المؤلف وهو أمن اللبس.
[٤٢١] - هذا الشاهد من كلام حميد بن ثور الهلالي، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الكامل، وصدره قوله:
قوم إذا سمعوا الصّريخ رأيتهم
اللغة: (الصريخ) يطلق هذا اللفظ على صوت الاستغاثة، ويطلق على المستغيث نفسه، ويمكن أن يقصد كل واحد من هذين المعنيين في بيت الشاهد، ويطلق الصريخ أيضا على المغيث، كما في قوله تعالى: {فَلا صَرِيخَ لَهُمْ} أي لا مغيث (مهره) - بضم فسكون - أصله الحصان الصغير، وأراد هنا الحصان، وملجمه: أي ملبسه اللجام (سافع) السافع: القابض بناصيه مهره، ومن عادة العرب أن يفعلوا ذلك عند انتظار من يجيء باللجام ليلجم الحصان؛ فهذه كناية عن التهيؤ والاستعداد، والعبارة كلها كناية عن إسراعهم في إجابة الصريخ.
المعنى: وصف هؤلاء القوم بأنهم سريعو الإجابة عندما يستصرخهم أحد للأخذ بناصره؛ فهو يقول عنهم: إنك لتراهم حين يسمعون صوت الاستغاثة ما بين ملجم فرسه وآخذ بناصية فرسه ريثما يأتيه غلامه باللجام.
الإعراب: (قوم) خبر مبتدأ محذوف: أي هم قوم (إذا) ظرف تضمن معنى الشرط (سمعوا) فعل ماض وفاعله (الصريخ) مفعول به لسمعوا، وجملة الفعل وفاعله ومفعوله في محل جر بإضافة إذا إليها (رأيتهم) فعل ماض وفاعله ومفعوله، والجملة لا محل له من الإعراب جواب إذا (ما) زائدة (بين) ظرف متعلق برأي، وبين مضاف، و (ملجم) مضاف إليه، وأصل ملجم صفة لموصوف محذوف تقديره. رجل ملجم، فلما حذف الموصوف أقيمت الصفة مقامه، وملجم مضاف ومهر من (مهره) مضاف إليه، ومهر مضاف وضمير الغائب مضاف إليه (أو) حرف عطف (سافع) معطوف على ملجم مهره. =