[الكلام على «لا» وشروطها]
  اتفاقا، ك (هذا زيد لا عمرو)، و (اضرب زيدا لا عمرا)، أو نداء، خلافا لابن سعدان، نحو: (يا ابن أخي لا ابن عمّي) وأن لا يصدق أحد متعاطفيها على الآخر، نصّ عليه السّهيلي، وهو حقّ؛ فلا يجوز (جاءني رجل لا زيد)، ويجوز (جاءني رجل لا امرأة).
  وقال الزجّاجيّ: وأن لا يكون المعطوف عليه معمول فعل ماض؛ فلا يجوز (جاءني زيد لا عمرو) ويردّه قوله:
  [٤٢٤] -
  عقاب تنوفي لا عقاب القواعل
[٤٢٤] - هذا الشاهد من كلمة لامرئ القيس بن حجر الكندي، وما ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الطويل. وصدره قوله:
كأنّ دثارا حلّقت بلبونه
اللغة: (دثار) بكسر الدال، بزنة كتاب - اسم رجل كان راعيا لامرئ القيس، وهو دثار بن فقعس بن طريف، أحد بني أسد (حلقت) بتضعيف اللام - ارتفعت، تقول:
حلق الطائر في الجو، إذا ارتفع (لبونه) بفتح اللام - الإبل ذوات اللبن، (عقاب) بضم العين المهملة بزنة غراب - طائر من الكواسر (تنوفي) هو بفتح التاء المثناة وضم النون الموحدة مخففة - اسم موضع في جبال طيئ، وكانوا قد أغاروا على إبل امرئ القيس من جهته، ورواه أبو سعيد تنوف، بوزن رسول، ورواه عبيدة تنوفي - بكسر الفاء بعدها ياء ساكنة - ورواه أبو حاتم تنوفى - بفتح الفاء بعدها ألف مقصورة - و (القواعل) بالقاف المثناة - موضع مما يلي تنوفي.
المعنى: وصف هذا الشاعر راعي إبله وقد أغار أعداؤه عليها فتفرقت وشردت فهو يقول: كأن عقابا قد طارت بهذه الإبل فصعدت بها فوق جبل تنوفي - وهو جبل معروف بعلوه الشاهق - فلا يقدر أحد على الوصول إليها.
الإعراب: (كأن) حرف تشبيه ونصب (دثارا) اسم كأن منصوب بالفتحة الظاهرة (حلقت) حلق: فعل ماض، والتاء للتأنيث (بلبونه) الباء حرف جر، لبون: مجرور بالباء، وهو مضاف وضمير الغائب العائد إلى الراعي دثار مضاف إليه، والجار والمجرور متعلق بقوله حلقت (عقاب) فاعل حلقت مرفوع بالضمة الظاهرة، وعقاب مضاف و (تنوفى) مضاف إليه، وجملة حلقت وفاعله في محل رفع خبر كأن (لا) حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (عقاب) معطوف على عقاب الأول، =