أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: العطف على الضمير بأنواعه]

صفحة 347 - الجزء 3


=

ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه

اللغة: (رجا) تقول: رجا فلان الأمر الفلاني يرجوه رجاء، إذا أمل حصوله (سفاهة رأيه) ضعف رأيه وفساده.

المعنى: هجا الأخطل بأنه تمنى أن يصل إلى شيء لم تجر العادة المطردة بأن ينال مثله ولا أبوه من قبله، وذلك الرجاء من فساد رأيه وضعف تفكيره.

الإعراب: (رجا) فعل ماض (الأخيطل) فاعله مرفوع بالضمة الظاهرة (من) حرف جر (سفاهة) مجرور بمن، وعلامة جره الكسرة، ورأى مضاف وضمير الغائب مضاف إليه (ما) نكرة بمعنى شيء أو اسم موصول بمعنى الذي مفعول به لرجا مبني على السكون في محل نصب (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يكن) فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الأخيطل (وأب) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب: وأب: معطوف على الضمير المستتر فيه يكن (له) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لأب (لينالا) اللام لام الجحود حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، ينالا: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد لام الجحود، وعلامة نصبه حذف النون، وألف الاثنين فاعل مبني على السكون في محل رفع، وجملة الفعل المضارع وفاعله في محل نصب خبر يكن، وجملة يكن واسمه وخبره في محل نصب صفة لما إذا جعلتها نكرة بمعنى شيء، أو لا محل لها من الإعراب صلة ما إذا جعلتها اسما موصولا بمعنى الذي، والعائد للموصول أو الرابط بين الصفة والموصوف ضمير محذوف منصوب بقوله ينال، وتقدير الكلام: رجا الأخيطل شيئا لم يكن هو وأبوه لينالاه، أو الذي لم يكن هو وأبوه لينالاه.

الشاهد فيه: قوله: (لم يكن وأب) حيث عطف الاسم الظاهر المرفوع - وهو قوله:

(أب) - على الضمير المرفوع المستتر في (يكن) الذي هو اسم يكن، من غير أن يؤكد ذلك الضمير بالضمير المنفصل أو يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بشيء.

ومثله قول عمر بن أبي ربيعة:

قلت إذ أقبلت وزهر تهادى ... كنعاج الفلا تعسّفن رملا

ومثلهما قول الراعي النميري:

فلمّا لحقنا والجياد عشيّة ... دعوا يا لكلب واعتزينا لعامر

=