أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[عطف الفعل على الفعل]

صفحة 350 - الجزء 3

[عطف الفعل على الفعل]

  ويعطف الفعل على الفعل بشرط اتّحاد زمانيهما، سواء اتّحد نوعاهما، نحو:

  {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ}⁣(⁣١)، ونحو: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ}⁣(⁣٢)، أم اختلفا، نحو: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ}⁣(⁣٣)، ونحو: {وَيَجْعَلْ لَكَ}⁣(⁣٤) الآية.

[عطف الفعل على الاسم المشبه للفعل، وعكسه]

  ويعطف الفعل على الاسم المشبه له في المعنى، نحو: {فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ}⁣(⁣٥)، ونحو: {صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ}⁣(⁣٦)، ويجوز العكس كقوله:

  [٤٢٦] -

  أمّ صبيّ قد حبا أو دارج


(١) سورة الفرقان، الآية: ٤٩.

(٢) سورة محمد، الآية: ٣٦.

(٣) سورة هود، الآية: ٩٨.

(٤) سورة الفرقان، الآية: ١٠.

(٥) سورة العاديات، الآيتين: ٣، ٤.

(٦) سورة الملك، الآية: ١٩.

[٤٢٦] - هذا الشاهد من كلام لراجز اسمه جندب بن عمرو يذكر فيه امرأة الشماخ بن ضرار الغطفاني الشاعر المعروف، وله قصة مذكورة في ديوان الشماخ (ص ٩٨ - ١١٨) وقبل هذا الكلام قوله:

يا ليتني علقت غير حارج ... قبل الصّباح ذات خلق بارج

اللغة: (غير حارج) أي غير آثم ولا واقع في الحرج (قد حبا) نقول: حبا يحبو حبوا، وذلك إذا مشى على استه وأشرف بعجزه (دارج) اسم الفاعل من قولهم: (درج الصبي أو الشيخ) إذا مشى أحدهما مشيا متقارب الخطو.

الإعراب: (أم) بدل أو عطف بيان على قوله: (ذات خلق بارج) الذي هو مفعول به لقوله علقت، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وأم مضاف و (صبي) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة (قد) حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب (حبا) فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى صبي، وجملة حبا وفاعله في محل جر صفة لصبي (أو) حرف عطف (دارج) معطوف على حبا، مجرور بالكسرة الظاهرة، لأن محل المعطوف عليه وهو حبا جر لكونه كما علمت صفة لصبي. وفي هذا شيء من التساهل؛ =