أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النكرة والمعرفة

صفحة 103 - الجزء 1

  فضرورة عند سيبويه، وقال الفراء: يجوز «ليتني» و «ليتي».

  وإن نصبها «لعلّ» فالحذف نحو: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ}⁣(⁣١) أكثر من الإثبات، كقوله:

  [٣٣] -

  أريني جوادا مات هزلا لعلّني


(١) سورة غافر، الآية ٣٦

[٣٣] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

أرى ما ترين أو بخيلا مخلّدا

وقد نسب قوم هذا البيت إلى حاتم بن عبد اللّه بن سعد بن الحشرج الطائي، ونسبه في ديوان الحماسة إلى حطائط ابن أخي الأسود بن يعفر النهشلي.

اللغة: «جوادا» رجلا كريما يجود بأمواله «هزلا» بضم فسكون - ضعفا وذهاب منة، ومثله الهزال - بضم الهاء وفتح الزاي مخففة «بخيلا» ضنينا بماله لا ينفقه «مخلدا» دائم الحياة باقيا، أو طويل العمر.

المعنى: لامته لائمة على تبذير ماله وإعطاء سائليه، فأجابها بأن بقاء المال في يد مالكه لا يطيل حياته، وتفريقه في صالح الأعمال وفي البر والعود على ذوي الحاجات لا يكون سببا في هزال المنفق وضعفه. وانظري في الناس، فهل ترين رجلا اشتهر بالجود وترينه - مع ذلك - قد مات من الهزال والضعف، أو تجدين مقترا طالت حياته؟

الإعراب: «أريني» أري: فعل أمر مبني على حذف النون، وياء المؤنثة المخاطبة فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول أول «جوادا» مفعول ثان «مات» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى جواد، وجملة الفعل وفاعله في محل نصب مفعول ثالث لأرى إذا اعتبرتها علمية، أو في محل نصب صفة لجواد إذا اعتبرت أرى بصرية، وهذا أحسن «هزلا» مفعول لأجله «لعلني» لعل: حرف ترج ونصب، والنون للوقاية، وياء المتكلم اسم لعل مبني على السكون في محل نصب «أرى» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «ما» اسم موصول مفعول به لأرى المضارع، وجملة الفعل المضارع وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر لعل «ترين» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وياء المخاطبة فاعله، وجملة هذا الفعل المضارع وفاعله لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد محذوف، والتقدير: ما ترينه «أو» حرف عطف «بخيلا» معطوف على قوله «جوادا» السابق «مخلدا» صفة لقوله بخيلا. =