أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النكرة والمعرفة

صفحة 102 - الجزء 1


= الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائبين مضاف إليه «ولوجا» تمييز.

الشاهد فيه: قوله «يا ليتي» حيث حذف نون الوقاية عند اتصال «ليت» التي هي حرف تمن ونصب بياء المتكلم، والذي جاء عليه الكثير من الاستعمال العربي اقتران هذا الحرف بنون الوقاية، كقول عمرو بن ضابئ البرجمي:

هممت ولم أفعل، وكدت، وليتني ... تركت على عثمان تبكي حلائله

ونظيره قول الشاعر:

يا ليتني وهما نخلو بمنزلة ... حتّى يرى بعضنا بعضا ونأتلف

ونظيره قول أعرابي:

أكاتم أصحابي هواها، وليتني ... لما بين أيدي المصطلين وقود

ونظيره قول أمية بن أبي الصلت:

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في رؤوس الجبال أرعى الوعولا

ومنه قول الشاعر:

يا ليتني ليلة إذا هجع ال ... نّاس ونام النّيام - صاحبها

ومن أجل ذلك قال سيبويه: إن «ليتي» بغير نون الوقاية شاذ لا يجوز إلّا في ضرورة الشعر.

ومذهب الفراء أن الاقتران بالنون وعدم الاقتران بها جائزان في سعة الكلام من غير ضرورة ولا شذوذ، مستدلّا بورود الاستعمالين في الكلام العربي.

أما الاقتران بنون الوقاية فلم يستعمل القرآن الكريم غيره نحو قوله تعالى: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ} وقوله: {يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً} وقوله: {يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا} وقوله: {يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} وقوله: {يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا} وقوله: {يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ} وقول: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً} وقوله: {يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي} وشواهده في كلام العرب كثيرة جدا منها ما أنشدنا في شرح هذا البيت وفي بيان الاستشهاد به.

وأما عدم الاقتران بالنون فمن شواهد البيت المستشهد به هنا (رقم ٣٢) ومنها قول زيد الخيل:

كمنية جابر إذ قال ليتي ... أصادفه وأفقد جلّ مالي

وأنصار سيبويه يردون ذلك بأن كل ما تمسك به الفرّاء شعر يجوز أن يكون ترك النون فيه للضرورة، وليس ذلك بشيء.