[إبدال الضمير من الظاهر وعكسه]
  أو بدل كلّ مفيد للإحاطة، نحو: {تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا}(١).
  ويمتنع إن لم يفد؛ خلافا للأخفش؛ فإنه أجاز (رأيتك زيدا)، و (رأيتني عمرا)(٢).
= المنازل، وأنهم قد فاقوا كل ذوي المجد، وأنهم - مع كل ذلك - يترقبون منزلة أعلى من المنزلة التي بلغوها.
ويروى أن النبي ﷺ حين سمع هذا البيت بدت على وجهه الكراهية ثم قال (إلى أين يا أبا ليلى)؟ قال: إلى الجنة بك يا رسول اللّه، فقال (إن شاء اللّه).
الإعراب: (بلغنا) فعل ماض وفاعله (السماء) مفعول به (مجدنا) مجد: بدل اشتمال من فاعل بلغ مرفوع بالضمة الظاهرة، ومجد مضاف والضمير مضاف إليه (وسناؤنا) الواو حرف عطف، سناء: معطوف على مجد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وسناء مضاف والضمير مضاف إليه (وإنا) الواو حرف عطف، إن: حرف توكيد ونصب، والضمير اسمه مبني على السكون في محل نصب (لنرجو) اللام لام الابتداء، نرجو:
فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن، والجملة في محل رفع خبر إن (فوق) ظرف مكان متعلق بمحذوف حال من مظهر تقدم عليه، وفوق مضاف واسم الإشارة في قوله (ذلك) مضاف إليه، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب (مظهرا) مفعول به لنرجو بالفتحة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: (مجدنا وسناؤنا) فإنه بدل من الضمير البارز الواقع فاعلا في (بلغنا)، وهو بدل اشتمال.
(١) سورة المائدة، الآية: ١١٤.
(٢) خرج الأخفش المثال الأول على أن (زيدا) بدل من الكاف المنصوبة المحل في (رأيتك) وخرج المثال الثاني على أن (عمرا) بدل من الياء المنصوبة المحل في (رأيتني) ويؤيد الذي ذهب إليه الأخفش ما حكاه الكسائي عن بعض العرب أنه قال:
(إلى أبي عبد اللّه) بإبدال (أبي عبد اللّه) من ياء المتكلم المجرورة محلا بإلى في قوله:
(إلى) كما يؤيده قول الشاعر:
بكم قريش كفينا كلّ معضلة ... وأمّ نهج الهدى من كان ضلّيلا
محل الاستدلال قوله: (بكم قريش) فإن قوله: (قريش) بالجر بدل من كاف المخاطب في قوله: (بكم) والأخفش تابع للكوفيين فيما ذهب إليه.