أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب البدل

صفحة 364 - الجزء 3

  فصل: وإذا أبدل اسم من اسم مضمّن معنى حرف استفهام، أو حرف شرط، ذكر ذلك الحرف مع البدل، فالأول كقولك: (كم مالك أعشرون أم ثلاثون) و (من رأيت أزيدا أم عمرا) و (ما صنعت أخيرا أم شرّا) والثاني نحو: (من يقم إن زيد، وإن عمرو أقم معه) و (ما تصنع إن خيرا وإن شرّا تجز به) و (متى تسافر إن غدا وإن بعد غد أسافر معك).


= المعنى الذي ذكروا أن الجملة تؤديه - ليس هو نفس الحاجتين ولا مرادفا لهما، فكيف يكون بدل كل منهما؟ بل ليس هذا المعنى بعض معنى الحاجتين حتى يكون بدل بعض من كل منهما، وإنما تعذر التقاء الحاجتين أمر مرتبط بهما ومتصل بسبب منهما، فالظاهر أن هذا البدل من نوع بدل الاشتمال، ثم رأيت السيوطي في الهمع قد نص على أن بدل الجملة من المفرد من بدل الاشتمال، ورأيت ابن هشام في المغني (١/ ٢٠٧ بتحقيقنا) ينص في الآيتين الكريمتين اللتين أثرناهما لك على أن بدل الجملة بدل اشتمال من المفرد قبلها، فلله مزيد الحمد.

فإن قلت: فهل جاء عكس ذلك وهو إبدال المفرد من الجملة؟

فالجواب أن نقول لك: نص أبو حيان في تفسيره عند قوله تعالى: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً} على أن (قيما) بدل من جملة (لم يجعل له عوجا) لأنها بمعنى مفرد، وكأنه قيل: جعله مستقيما قيما فاعرف ذلك.

قد تم - بمعونة اللّه تعالى وحسن إمداده - مراجعة الجزء الثالث من كتاب (أوضح المسالك) لابن هشام الأنصاري، مع خلاصة شرحنا المبسوط عليه، ويليه - إن شاء اللّه - الجزء الرابع، وأوله (باب النداء) يسر اللّه لنا ذلك بمنه وفضله.