أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الفصل الثاني في أقسام المنادى، وأحكامه

صفحة 17 - الجزء 4

  وقولهم: (أطرق كرا)⁣(⁣١) و (افتد مخنوق)⁣(⁣٢) و (أصبح ليل)⁣(⁣٣) وذلك عند البصريين ضرورة وشذوذ.

الفصل الثاني في أقسام المنادى، وأحكامه

[المنادى على أربعة أقسام:]

المنادى على أربعة أقسام:


= الخطاب، واختلفوا في جواز ندائه إذا اتصلت به كاف الخطاب - نحو ذلك، وذاك - والصحيح المختار عدم جواز ندائه حينئذ.

فإن قلت: فلماذا كان الصحيح عدم جواز نداء اسم الإشارة إذا كان مقترنا بكاف الخطاب؟.

فالجواب: أنك إذا قلت (ذاك) أو (ذلك) فالمشار إليه واحد، والمخاطب بهذه الإشارة واحد آخر؛ فإذا قلت (يا ذاك) لزم أن يكون المشار إليه مخاطبا بسبب النداء مع أن الكاف المتصلة به تدل على أن المخاطب غيره؛ فلما لزم هذا التناقض بسبب النداء امتنع في هذه الحال، وكل الشواهد التي سمعتها - وإن كانت شاذة من ناحية أخرى عند البصريين - ليس فيها اسم إشارة مقترن بحرف الخطاب.

فإن قلت: فما علة عدم جواز حذف حرف النداء إذا كان المنادى اسم إشارة؟.

فالجواب: أن اسم الإشارة يشبه اسم الجنس من حيث المعنى، ومن حق اسم الجنس إذا نودي ألا يحذف منه حرف النداء، لأن حرف النداء مع اسم الجنس كالعوض من أداة التعريف، وقد علمت أنه لا يجمع في الذكر بين العوض والمعوض؛ وكذلك لا يجمع بينهما في الحذف، ولما كان اسم الإشارة بمنزلة اسم الجنس جرى مجراه في ذلك.

(١) هذا مثل يضرب لمن يتكبر وقد تواضع من هو أشرف منه، وتمامه (إن النعام في القرا) ومعناه: اخفض يا كروان عنقك للصيد فإن من هو أكبر وأطول عنقا منك - وهو النعامة - قد صيد، فكرا: مرخم كروان بحذف النون وحرف اللين الذي قبلها وشذوذ هذا من جهتين: حذف حرف النداء، وترخيمه.

(٢) هذا مثل يضرب لكل مضطر وقع في شدة ثم هو يبخل بأن يفتدي نفسه بشيء من ماله.

(٣) مثل يضرب عند إظهار الكراهة للشيء، أي لتذهب أيها الليل وليأت الصبح بديلا منك.