أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الفصل الثاني في أقسام المنادى، وأحكامه

صفحة 18 - الجزء 4

[أحدها: ما يجب بناؤه على ما يرفع به، وهو: المفرد العلم، والنكرة المقصودة]

  أحدها: ما يجب فيه أن يبنى على ما يرفع به لو كان معربا، وهو ما اجتمع فيه أمران:

  أحدهما: التّعريف، سواء كان ذلك التعريف سابقا على النداء، نحو: (يا زيد)⁣(⁣١)، أو عارضا في النداء بسبب القصد والإقبال، نحو: (يا رجل) تريد به معيّنا⁣(⁣٢).

  والثاني: الإفراد، ونعني به أن لا يكون مضافا ولا شبيها به؛ فيدخل في ذلك المركّب المزجيّ، والمثنى، والمجموع، نحو: (يا معدي كرب) و (يا زيدان) و (يا زيدون) و (يا رجلان) و (يا مسلمون) و (يا هندان).

  وما كان مبنيّا قبل النداء، ك (سيبويه) و (حذام) في لغة أهل الحجاز قدّرت فيه الضمة، ويظهر أثر ذلك في تابعه؛ فتقول: (يا سيبويه العالم) برفع (العالم) ونصبه، كما تفعل في تابع ما تجدّد بناؤه، نحو: (يا زيد الفاضل) والمحكيّ كالمبني تقول: (يا تأبّط شرّا المقدام) أو (المقدام).

[الثاني: ما يجب نصبه، وهو ثلاثة أنواع: النكرة غير المقصودة،]

  الثاني: ما يجب نصبه؛ وهو ثلاثة أنواع:

  أحدها: النكرة غير المقصودة، كقول الواعظ (يا غافلا والموت يطلبه) وقول الأعمى: (يا رجلا خذ بيدي) وقول الشاعر:


(١) اختلف النحاة في الاسم المعرفة قبل النداء كالعلم: هل تعريفه السابق باق أم زال عنه ذلك التعريف وحل محله تعريف آخر؟ فذهب ابن السراج إلى أن التعريف السابق على النداء باق له بعد النداء وتبعه ابن مالك، وذهب أبو العباس المبرد وأبو علي الفارسي إلى أن التعريف السابق على النداء قد سلب عنه وأنه بعد النداء معرفة بالإقبال عليه والقصد له، وهذا رأي ضعيف لا نرى لك أن تأخذ به، وذلك لأن من المعارف ما لا يقبل سلب التعريف عنه لأنه لا يقبل التنكير بحال من الأحوال، مع أنها تنادى، وذلك كاسم اللّه تعالى وكأسماء الإشارة، فإذا قلت: (يا اللّه) أو قلت: (يا هذا) لم يمكن ادعاء تنكيرهما.

(٢) هذا ما رآه ابن الناظم، رأى أن النكرة المقصودة تعرف عند النداء بسبب الإقبال والقصد، وذهب قوم إلى أنه يتعرف بأل محذوفة، وأن (يا) نابت عن أل.