أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النداء وفيه فصول

صفحة 20 - الجزء 4

  وعن المازني أنه أحال وجود هذا القسم⁣(⁣١).

  الثاني: المضاف، سواء كانت الإضافة محضة؛ نحو: (ربّنا اغفر لنا) أو غير محضة، نحو: (يا حسن الوجه) وعن ثعلب إجازة الضم في غير المحضة⁣(⁣٢).

  الثالث: الشّبيه بالمضاف، وهو: ما اتّصل به شيء من تمام معناه⁣(⁣٣)، نحو:


= واسمها ضمير شأن محذوف (لا) نافية للجنس (تلاقيا) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، والألف للإطلاق، وخبر لا محذوف، وتقدير الكلام: لا تلاقي لنا، والجملة من لا واسمها وخبرها في محل رفع خبر أن المخففة، وأن المخففة مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر منصوب ببلغ.

الشاهد فيه: قوله: (فيا راكبا) حيث وقع فيه نداء الاسم المنكور الذي لا يقصد به معين، وانتصب؛ فدل على أن ما ذهب إليه المازني من استحالة هذا النوع غير صحيح لوقوعه في كلام العرب، ولا شك أن المتكلم لا يقصد راكبا دون راكب، كما لا شك أن جميع ما روينا من الأبيات فيها ذلك الشاهد، وكذلك قول الأعمى أو المتردي في هوة (يا رجلا خذ بيدي) فإنه لا يريد أن ينادي رجلا معينا ليأخذ بيده، وإنما يريد رجلا أي رجل يبلغ سمعه هذا النداء، ومثل ذلك قول الواعظ (يا غافلا والموت يطلبه) لا يقصد بهذه الموعظة غافلا معينا، ولكنه يريد كل واحد غافل ممن يسمع الموعظة.

(١) ادعى المازني أن النداء معناه طلب إقبال من تناديه عليك، وأن غير المعين لا يمكن فيه ذلك، وعلى هذا يكون التنوين في النكرة ضرورة أو شاذا، وقد بينا لك في شرح الشاهد ٤٣٤ أن ما ادعاه المازني غير سديد، وأن الصواب في كلام غيره من النحاة.

(٢) وقد رد العلماء مذهب أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب بأمرين، الأول أنه لم يرد بما قاله سماع عن العرب، والثاني أن السر في بناء المنادى مشابهته للضمير، والصفة المضافة إلى معمولها ليست بهذه المنزلة.

(٣) ذكر المؤلف للشبيه بالمضاف أربعة أمثلة، الأول منها تجد فيه ما اتصل بالمنادى مرفوعا به نحو (يا حسنا وجهه) و (يا مرضيا خلقه) و (يا بديعا نظمه) والثاني: منها تجد ما اتصل بالمنادى منصوبا به نحو (يا طالعا جبلا) و (يا قاضيا حاجات إخوانه) و (يا مؤديا واجبه) والثالث منها تجد ما اتصل بالمنادى مجرورا بحرف جر متعلق به نحو (يا رفيقا بالعباد) و (يا قانعا بما قسم اللّه له) و (يا مقدرا للعواقب) و (يا حاملا لأعباء العشيرة) والرابع منها تجد ما اتصل بالمنادى معطوفا عليه نحو (يا ثلاثة وثلاثين) إذا =