الفصل الثاني في أقسام المنادى، وأحكامه
  أحدهما: أن يكون علما مفردا موصوفا بابن متصل به مضاف إلى علم(١)، نحو: (يا زيد بن سعيد) والمختار عند البصريين - غير المبرّد - الفتح، ومنه قوله:
  [٤٣٥] -
  يا حكم بن المنذر بن الجارود
(١) ظاهر هذه العبارة صالح لأن يشمل ما إذا كان العلم الذي أضيف (ابن) إليه مذكرا نحو (يا زيد بن محمد) وما إذا كان مؤنثا نحو (يا عمرو بن هند) والأول متفق عليه بين النحاة، والثاني محل خلاف بينهم.
[٤٣٥] - قد اختلفوا في نسبة هذا الشاهد إلى قائله؛ فنسبه الجوهري إلى رؤبة بن العجاج، ونسبه الأعلم في شرح شواهد سيبويه (ج / ١ ص ٣١٣) إلى رجل من بني الحرماز يمدح أمير البصرة على عهد هشام بن عبد الملك واسمه الحكم بن المنذر العبدي، والذي ذكره المؤلف ههنا بيت من الرجز المشطور، وبعده قوله:
سرادق المجد عليك ممدود
وقد روى ابن قتيبة هذا الشاهد ضمن أبيات في كتاب (المعارف) (ص ٣٣٩ دار الكتب) ونسبها إلى الكذاب الحرمازي، وتجد ترجمة له في كتاب (المؤتلف والمختلف) (ص ١٧٠) وفي زيادات ديوان أراجيز رؤبة بن العجاج (ص ١٧٢) سبعة أبيات من مشطور الرجز يقع بيت الشاهد أولها والبيت الذي أثرناه خامسها.
اللغة: (الجارود) هذا لقب كان جد الممدوح يلقب به، وسببه أنه أغار على قوم فاستاق كل أموالهم، فشبهوه بالسيل الذي ينزل شديدا فيكتسح كل شيء أمامه (سرادق المجد) السرادق - بضم السين وفتح الراء، وبعد الألف دال مكسورة - أصله الخباء الذي يمد فوق صحن البيت، والمجد: علو المنزلة وسمو القدر في سيادة وقد جعل المجد ذا سرادق على سبيل الاستعارة بالكناية، وإضافة السرادق إليه تخييل، والعبارة كلها كناية عن ثبوت صفة المجد للممدوح، نظير قول الآخر:
إنّ السّماحة والمروءة والنّدى ... في قبّة ضربت على ابن الحشرج
الإعراب: (يا) حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب (حكم) منادى يجوز أن يكون مبنيا على الضم في محل نصب، ويجوز أن يكون مبنيا على الفتح للاتباع في محل نصب أيضا، والأحسن أن تقول: مبني على ضم مقدر على آخره منع من ظهوره حركة الاتباع في محل نصب (بن) نعت للحكم باعتبار محله منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف و (المنذر) مضاف إليه (بن) نعت للمنذر مجرور بالكسرة الظاهرة، وهو مضاف و (الجارود) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وهو مضاف =