هذا باب النداء وفيه فصول
  ويتعين الضّمّ في نحو: (يا رجل ابن عمرو)، و (يا زيد ابن أخينا)؛ لانتفاء علميّة المنادى في الأولى، وعلميّة المضاف إليه في الثانية، وفي نحو: (يا زيد الفاضل ابن عمرو)؛ لوجود الفصل، وفي نحو: (يا زيد الفاضل) لأن الصفة غير (ابن) ولم يشترط ذلك الكوفيون، وأنشدوا:
  [٤٣٦] -
  بأجود منك يا عمر الجوادا
= و (الجارود) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وسكن لأجل الوقف.
الشاهد فيه: قوله: (يا حكم) فإن الرواية فيه بالفتح كما هو مختار البصريين (وانظر الشاهد رقم ٤٣١ السابق قريبا).
[٤٣٦] - هذا الشاهد من قصيدة لجرير بن عطية يمدح فيها عمر بن عبد العزيز بن مروان، وأول هذه القصيدة قوله:
أبت عيناك بالحسن الرّقادا ... وأنكرت الأصادق والبلادا
وما ذكره المؤلف عجز بيت من الوافر، وصدره قوله:
فما كعب بن مامة وابن سعدى
اللغة: (ابن سعدى) يروى في مكانه (وابن أروى) أما كعب بن مامة فهو كعب الإيادي الذي يضرب به المثل في الكرم والإيثار؛ لأنه آثر رفيقا له بالماء الذي كان نصيبه وكانوا في سفر فضلوا وانقطعوا عن المياه. وما زال يؤثره بنصيبه حتى مات عطشا، وأما ابن سعدى فهو أوس بن حارثة بن لأم الطائي، ومن روى (ابن أروى) فقد قال العلماء:
عنى به أمير المؤمنين عثمان بن عفان.
الإعراب: (ما) حرف نفي يجوز أن تكون حجازية عاملة عمل ليس، ويجوز أن تكون تميمية مهملة (كعب) اسم ما على الأول، ومبتدأ على الثاني، مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و (مامة) مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه لا ينصرف للعلمية والتأنيث (وابن) الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ابن: معطوف على كعب مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و (أروى) مضاف إليه (بأجود) الباء حرف جر زائد، أجود: خبر ما العاملة عمل ليس، أو خبر المبتدأ إن جعلت ما تميمية مهملة (منك) جار ومجرور متعلق بأجود (يا) حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب (عمر) منادى مبني على الفتح لأنه منعوت بالجواد المنصوب، أو مبني على ضم مقدر منع من ظهوره فتح الاتباع (الجواد) نعت لعمر على اللفظ. والألف للإطلاق.