[فصل: إذا كان المنادى مضافا إلى مضاف لياء المتكلم فالياء ثابتة لا غير إلا في «ابن أم» و «ابنة عم»]
  وسبيل ذلك الشّعر، ولا يجوز تعويض تاء التّأنيث عن ياء المتكلم إلا في النداء، فلا يجوز (جاءني أبت) ولا (رأيت أمّت).
  والدّليل على أنّ التّاء في (يا أبت)، و (يا أمّت) عوض من الياء أنّهما لا يكادان يجتمعان(١)، وعلى أنّها للتّأنيث أنّه يجوز إبدالها في الوقت هاء.
[فصل: إذا كان المنادى مضافا إلى مضاف لياء المتكلم فالياء ثابتة لا غير إلا في «ابن أم» و «ابنة عم»]
  فصل: وإذا كان المنادى مضافا إلى مضاف إلى الياء، فالياء ثابتة لا غير، كقولك: (يا ابن أخي) و (يا ابن خالي) إلّا إن كان (ابن أمّ) أو (ابن عمّ)، فالأكثر الاجتزاء بالكسرة عن الياء، أو أن يفتحا للتركيب المزجي(٢)، وقد قرئ {قالَ ابْنَ
= هذه الألف هي ياء المتكلم انقلبت ألفا بعد فتح ما قبلها، أما ابن مالك فذهب إلى أن هذه الألف هي الألف التي أصلها أن تلحق آخر الاسم المندوب والمستغاث والمنادى البعيد، وعليه لا يكون في الكلام جمع بين العوض والمعوض منه، فلا يكون ذلك شبيها بالذي أنشده المؤلف، نعم قد جمع بعض الشعراء بين الياء والتاء نحو قوله:
أيا أبتي لا زلت فينا فإنّما ... لنا أمل في العيش ما دمت عائشا
ففي ذلك عند البصريين جمع بين العوض والمعوض منه بغير تردد.
(١) قد اجتمعت التاء والياء في قول الشاعر:
أيا أبتي لا زلت فينا فإنّما ... لنا أمل في العيش ما دمت عائشا
وقد اختلف النحاة في ذلك، فذهب البصريون إلى أنه ضرورة من ضرورات الشعر، بناء على أنّ التاء عوض من ياء المتكلم، وقد قرروا أنه لا يجوز الجمع بين العوض والمعوض منه، وذهب كثير من الكوفيين إلى أنه ليس ضرورة، وأنه يجوز لك أن تقول في السعة (يا أبتي).
كما اجتمعت التاء والياء مع (أمّ) في قول امرأة تقوله لأمها (اللسان أيا):
يا أمّتي أبصرني راكب ... يسير في مسحنفر لاحب
(٢) هذا أحد وجهين في تخريج فتح الجزأين في قولك (يا ابن أم) و (يا ابن عم) والمذكور في الكتاب هو تخريج سيبويه والبصريين، وفي هذا التركيب تخريج آخر حاصله أن الأصل (يا ابن أمّا) و (يا ابن عمّا) بقلب ياء المتكلم ألفا، ثم حذفت الألف المنقلبة عن ياء المتكلم وبقيت الفتحة التي قبلها دليلا عليها، وهذا تخريج الكسائي والفراء وأبي عبيدة، ويحكى عن الأخفش أيضا.