أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الاستغاثة

صفحة 44 - الجزء 4

  ثلاثي، تام، متصرّف، فخرج نحو: دحرج، وكان، ونعم، وبئس، والمبرّد لا يقيس فيهما.

هذا باب الاستغاثة⁣(⁣١)

  إذا استغيث اسم منادى وجب كون الحرف (يا) وكونها مذكورة، وغلب جرّه بلام واجبة الفتح، كقول عمر رضي اللّه تعالى عنه: (يا للّه) وقول الشّاعر.

  [٤٤٧] -

  يا لقومي ويا لأمثال قومي


(١) الاستغاثة: مصدر قولك (استغاث فلان بفلان) إذا دعاه ليدفع عنه مكروها أو يعينه على مشقة، فمعنى الاستغاثة نداء من يخلص من شدة أو يدفع مكروها أو يعين على احتمال مشقة وفي القرآن الكريم: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ} فدل على أنه لا يستلزم أن يفعل المستغاث على وفق رغبة المستغيث.

ويجوز أن يكون كل من المستغاث له والمستغاث ضميرا، تقول (يا لك لي) تدعو المخاطب لنفسك.

[٤٤٧] - لم أجد أحدا نسب هذا الشاهد إلى قائل معين، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من الخفيف، وعجزه قوله.

لأناس عتوّهم في ازدياد

اللغة: (يا لقومي) جرى الاستعمال العربي على تخصيص القوم بالذكور، وعليه ورد قوله تعالى: {لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ} (عتوهم) العتو - بضم العين والتاء وتشديد الواو - الاستكبار والطغيان (في ازدياد) يريد أنه يزيد يوما بعد يوم.

الإعراب: (يا) حرف نداء واستغاثة مبني على السكون لا محل له من الإعراب (لقومي) هذه اللام المفتوحة لام المستغاث به وهي حرف جر، وقوم: مجرور بهذه اللام، وقوم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه (ويا لأمثال) الواو حرف عطف، ويا: حرف نداء واستغاثة. واللام حرف جر أيضا، وأمثال: مجرور باللام، وهو مضاف وقوم من (قومي) مضاف إليه، وقوم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه (لأناس) اللام المكسورة هي الداخلة على المستغاث من أجله، وهي حرف جر، وأناس مجرور باللام، وقد اختلف في متعلق الجار والمجرور في هذا الموضع؛ فقيل: متعلق بيا نفسها لأن فيها =